حــــــوار المــــــاضي
مرت الايام سريعا اسرع مما كنت اتوقع, مع اني ما كنت اضن انها ستمر
كنت احتاج لقلب جديد, استبدل به قلبي المتعب والمنهك من حياة قاسية ومؤلمة, استنزفت كل طاقتي ومشاعري الجميلة, لاضمد به جراحا ما كانت لتلتئم لولا فسحة الامل التي كانت لا تزال موجودة في ذلك القلب الحزين.
حياتي بدأت بتفائل جميل, تزين باحلام الصبا البريئة, الى ان وصلت بعد سنوات قليلة الى حقيقة ما كنت اعرفها ولا اتوقعها.
حقيقة آلمتني كثيرا واضعفت قدرتي على التمييز بين الواقع والسراب;
حقيقة جعلت من الوان الطيف اكذوبة, ومن اشعة الشمس الذهبية خدعة بصرية, ومن زرقة البحر الصافية اعصارا مدمرا.
تفاجات من كل هذا التغيير; لماذا لم الحظ كل هذه التغييرات وانا ادخل هذا العالم الغريب الذي قيل لي بانه جميل وساحر ؟
عالم كاذب اكتشفت حقيقته بعد فترة طويلة من العذاب, والالم, والدموع.
فكرت في الانسحاب وقررت الابتعاد, فكرت جيدا وسهرت ليالي طويلة اكتب مذكراتي, علي اجد فيها ما يمكنني من اكمال الطريق بدون جرح جديد.
توقف للحظة.. استعدت الماضي بكل تفاصيله... فكرت مليا.. واستجمعت كل قواي لاقول في لحظة قوة زائفة: ((لا وجود لكائن ميت بين قلوب الاحياء )).
خرجت من غرفتي اركض.. مسكت بكل ذلك الزمان الذي مضى.. حفرت في حديقة البيت حفرة عميقة.. رميت فيها ذلك الماضي المؤلم ودفنته للابد .
رجعت وانا كلي فرح وبهجة, لقد انتصرت على الماضي وطويت دفاتره المتعبة والتي حرمتني من لذة الاستمتاع بالحاضر وانتظار المستقبل.
بعد قليل سمعت طرقا على الباب, خرجت مسرعة من غرفتي فتحت الباب لاعرف من الطارق.
دهشت وبهتت!!! قلت له: لماذا عدت كيف وصلت الى هنا انا دفنتك بيداي هاتين كيف خرجت؟
ابتسم بخبث ومكر ودهاء وقال لي: لن اتركك الا اذا دفنتي معي في تلك الحفرة العميقة; حينها فقط سوف اتوارى عن الاعين, والازمك في قبرك الذي سوف يكون قبري انا كذلك.
نظر الي مليا ثم قال لي: اكملي مشوار حياتك بثقة وتفائل ولا تلتفتي الي, فمثلك كثير, ولكل واحد المه ووجعه, انسي وابدئي من جديد ثقي ولا تكرهي... افرحي ولا تحزني... اقبلي ولا تدبري... تشجعي وانتصري على خوفك وشكك المستمر, فمفتاح النجاح هو نسيان الماضي والاستمتاع بالحاضر والتفائل بالمستقبل.